وُلد الإمام "محمد عبده" في عام (1266هـ = 1849م) لأب
تركماني الأصل، وأم مصرية تنتمي إلى قبيلة "بني عدي" العربية، ونشأ في قرية
صغيرة من ريف مصر هي قرية "محلة نصر" بمحافظة البحيرة.
تُوفي بالإسكندرية بـ السرطان في (8 من جمادى الأولى 1323 هـ = 11 من يوليو 1905م) عن عمر بلغ ستة وخمسين عامًا.
يُعدّ
"الإمام محمد عبده" واحدًا من أبرز المجددين في الفقه الإسلامي في العصر
الحديث، وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الإسلامية الحديثة؛ فقد
ساهم بعلمه ووعيه واجتهاده في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه
لعدة قرون، كما شارك في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر، وبعث الوطنية، وإحياء
الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم، ومسايرة حركة المجتمع
وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية.
أعماله
* تحديث الأزهر الشريف.
* إصلاح المحاكم الشرعية.
* الرد على طعون ضد الإسلام.
* تفسير القرآن الكريم بعيدا عن التقليد، وبما يوافق روح العصر،ولكنه لم يتم العمل فيه، حيث وافته المنيّة.
نشأ
في قرية (محلة نصر) إحدى قرى مديرية البحيرة بالريف المصري، وكان أبوه
صاحب مكانة ملحوظة في القرية، وبعد إتمامه للقرآن الكريم أرسله والده إلى
طنطا لاستكمال تعليمه، فعجز عن استيعاب العلوم والمعارف نظرا لأسلوب
التدريس القديم، ولكن أبيه أصر على تعليمه مما أدى به إلى هروبه إلى خاله
الذي أثر كثيرا في حياته، فزرع الزهد والتقوى في قلب محمد عبده وحبب إليه
دراسة الدين، وتحول الشيخ محمد عبده إلى الأزهر فدرس النحو والفقه
والتفسير، ولما كانت طريقة التدريس بالأزهر تقليدية فلم يلم آنذاك بالعلوم
والمعارف الحديثة، ولكن خاله لفت أنظاره إلى أهمية هذه العلوم والمعارف .
وقد
التقى بجمال الدين الأفغاني ووضعا معا أسس الإصلاح الديني في العالم
الإسلامي كله.وكل ما كان يشغلهما من خلال دعوتهما للإصلاح هو يقظة العالم
الإسلامي على مواجهة الغرب الذي يرغب في الاستيلاء على مصادر الثروات
الطبيعية والبشرية في ديار الإسلام الممزقة التي يحكمها الجهل.
لذلك قاما بتوجيه دعوتهما إلى العقل المسلم ينفيان عنه الخرافة والتواكل والدروشة ، ويحررانه من عبودية الشكليات.
انضم
الشيخ محمد عبده في صفوف المعارضة للمطالبة بالحريات الدستورية وكان ذلك
في عهد الخديوي إسماعيل، وما لبث أن خُلع إسماعيل وتولى ابنه الخديوي توفيق
الذي شعر بخطر الرجلين، فقام بعزل جمال الدين الأفغاني إلى باريس، واشتدت
معارضة محمد عبده للخديوي الجديد، ثم ضد الاحتلال الإنجليزي، فنُفي إلى
بيروت، واستدعاه جمال الدين الأفغاني إلى باريس، وأسسا معا جمعية العروة
الوثقى، وكانت ذات صبغة سياسية، ثم أصدرا معا جريدة العروة الوثقى عام
1884م وقد كان لهذه الجريدة أثر كبير في العالم الإسلامي ولكن لم يصدر منها
سوى ثمانية عشر عددا وافترقا الرجلان ثانية وعاد الشيخ محمد عبده إلى
بيروت.ثم عفا عنه الخديوي فرجع إلى مصر.
مؤلفـاته
رسالة التوحيد - شرح مقامات بديع الزمان الهمذاني - نهج البلاغة
الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية..