كثير من الناس يظن أن شكر النعمة هو أن يقول بلسانه : الحمد لله ،
ولكن هذا ليس شكرا للنعمة ، ولكنه حمد الله على هذه النعمة.
فما الفرق إذن بين الــــحـــمـــــد و الــــشـــكــــر ؟
يجيب على هذا السؤال العلامة ابن القيم في كتابه مدارج السالكين – باب منزلة الشكر -
، فـــيـقــــول :
الـحـــمــــد يقع بالقلب واللسان ، أما الـــشـــكـــر فيقع بـالـجـوارح
...
على سبيل المثال : لو أن الله رزقـك سيارة ، فشكر هذه النعمة هو أن تستخدمها فيما يرضي الله مثل الذهاب للمسجد ، صلة الرحم
، عيادة المريض ، زيارة الأقارب .. الخ من أعمال الخير التي لا تعد ولا تحصى
أما كـفـر هذه النعمة فهو أن تستخدمها في معصية الله ، مثل : الذهاب بها لمعاكسة الفتيات ، وإيذاء الناس بالأصوات المزعجة ،
السفر بها إلى أماكن ستعصي الله فيها ، فأنت قد استعملت نعمة الله في معصيته.
وقد أحببت توضيح هذه النقطة التي تخفى على كثير من الناس ،
واستشهادي على ذلك قول الله عز وجل في سورة سبأ : { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } (13) سورة سبأ.
أسأل الله عز وجل أن يجعلنا من القلة الذين يشكرون ، وأن ينفعنا بما نسمع ونقول ونكتب.
....
كلمتــــــان خفيفتــــــان على اللســــان
ثقيلتـــــــــان في الميــــــــــزان
حــبــيــبــتــان إلــى الــرحــمــن
[/quote]