الكثيرين منا أصبح يرى الحياة من نافذة ضيقة جداً .. حيث من الصعوبة رؤية نور الشمس ؛أو الإحساس بنسمات الهواء العليل تلامس وجوهنا ؛أو نفاذ صوت العصافير لأذاننا وسماعها تشدو وتغرد ، لقد رأينا الصعوبة والألم فى كل شئ ، حتى فقدنا إحساسنا بكل معنى جميل وكل قيمة عليا ، ولم ندرك أن الله تعالى ما خلقنا لنعانى من كل شئ .. بل خلقنا لنحظى بكل شئ - نعم كل شئ - من صحة وسعادة وثراء ووفرة. فلماذا اليأس؟! هل تعانى من الديون وتدهور وضعك المالى؟! .... فلماذا لا تلجأ لأسباب نماء المال؟! - إن التصدق والإنفاق من أهم أبواب الدخول للثروة .. فإذا أردت أن تحظى بإنفاق الله عليك أنفق مما عندك .. أنفق ولا تبخل ؛ أجعل عطائك سريعاً لتحظى بوفرة سريعة فى المال ، لا تتردد فى العطاء حتى تعطى الوفرة. - وإستغفر ربك عن ذنوبك حتى لا تحرم رزقه بذنوبك ،إلزم الإستغفار يومياً ؛ يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب). - أقرأ القرآن .. إلزم كتاب الله تعالى ؛ إقرأ صفحتان يومياً ، واقرأ صورة الواقعة وفاتحة الكتاب كل يوم وستلاحظ مدى الوفرة فى حياتك. - لا تغفل قوة الدعاء .. فهو مخ العبادة ؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (إن الله تعالى يقول : يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدُّ فقرك ، وألا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك). ولقد أدرجت لك دعائين من الأدعية المأثورة والتى أرددها 3 مرات يومياً ؛ حتى أن وضعى المالى تغير بعدها تماماً .. حتى أننى ندمت على عدم دعائى بها من قبل. *يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قل إذا أصبحت : (اللهم رضنى بما قضيت لى ؛ وعافنى فيما أبقيت ؛ حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ، ولا تأخير ما عجلت).3 مرات يومياً. *والدعاء الثانى (اللهم اكفنى بحلالك عن حرامك ، واغننى بفضلك عمن سواك). 3 مرات يومياً تقضى عنك جميع ديونك وتزيدك مالاً من حيث لا تعلم ولا تحتسب إن شاء الله. - وأخيراً أقول لك العمل ثم العمل.. ومن بعد ذلك توكل على الله فهو حسبك ونعم الوكيل. عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول):لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا). رواه الترمذي. فلماذا اليأس؟! .. هل تعانى من عدم وجود الحب فى حياتك؟! .... فلماذا لم تلجأ لكسب حب الله تعالى؟! إفعل ما يقربك لحب الله تعالى من إحسان وطاعة وتقوى وعبادة .. فإذا قربت إلى ربك قربت لحب جميع الناس ، وإذا بعدت عن ربك بعدت عن حب جميع الناس. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض). أن حب البشر صعب الوصول إليه .. وأنت تبذل مجهودات مضاعفة لتكسب حب إنساناً واحداً ؛ وقد يكون هذا الشخص بعد كل ما قدمت لا يبادلك الحب .. وهو عبدٌ من عباد الله لا يملك من أمر نفسه شيئاً. أما حب الله تعالى وهو الودود الرؤوف الرحيم، لا يحتاج منك سوى أن تطيعه سبحانه وتذهب إليه راغباً وراهباً ، وترجو قربه بالطاعات والعبادات وبالتقوى. عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال :يقول الله عزوجل:من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ومن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً, ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً, ومن أتاني يمشي أتيته هرولة) رواه البخاري. فلماذا اليأس؟! .. هل تعانى من عدم قدرتك على تحقيق أحلامك ؟! .... فلماذا لم تلجأ لكتابة خطة لحياتك؟! لماذا لا تضاعف إحتمالات وصولك لأهدافك إلى الحد الأقصى بكتابة خطة لحياتك ، خطة تضع من خلالها أهدافك الحالية وأهدافك المستقبلية ، وتحدد الوقت الذى تحتاجه لتنفيذها والإجراءات التى يجب أن تتبعها لتحقيق أهدافك. واستعن بكتاب يوضح لك كيف تضع هذه الخطة بشكل سليم ، وهناك الكثير من الكتب التى تتكلم عن هذا الموضوع ، وأفضل ما قرأت من كتب كان كتاب للدكتور صلاح الراشد (كيف تخطط لحياتك). فما فائدة وضع خطة لحياتك؟ .. هل تستطيع المشى فى طريق سفر بلا لافتات ترشدك للإتجاهات الة لمسارك؟! .. كذلك لا تستطيع السير فى الحياة بدون خطة تمشى عليها للوصول لأهدافك .. فإذ لم تكن لديك خطة لحياتك فقد تصل أو قد لا تصل لأهدافك حيث ستتحكم فيك الظروف والأحداث والمتغيرات دون أن يكون لك أدنى سيطرة عليها. فلماذا لا تكون أنت المسيطر على حياتك .. أكتب خطتك الآن. فلماذا اليأس؟! هل تعانى من مرض مزمن أو مرض ينغص عليك حياتك؟! .... فلماذا لم تلجأ لجهاز الشفاء الذاتى؟! إن بداخلنا جهاز مصمم كأفضل طبيب داخلى لشفائنا ذاتياً دون اللجوء للأطباء .. هذا الجهاز أودعه الله فى كل الكائنات الحية .. حتى أن الحيوانات تلجأ لأحدى الوسائل التى هداها لها الله تعالى للشفاء الذاتى دون اللجوء للأطباء .. فلماذا نحن البشر لا نلجأ لهذا الجهاز الفريد. ولكى نلجأ له علينا أن نتبع أسلوب حياة صحى وطبيعى ؛ وندعم ونقوى جهاز مناعتنا ؛ وننقى عقولنا من الأفكار والمشاعر السلبية ، ونتبنى معتقدات إيجابية ، ونكون متفائلين بالحياة ؛ والأهم أن نؤمن بوجود الله الشافى القادر على منحنا الشفاء فى لمح البصر. ولكن كيف نسيطر على هذا الجهاز الفريد ونجعله يعمل فى صالحنا لا العكس؟ * علينا تقوية جهاز مناعتنا وذلك من خلال الآتى: - الحصول على ساعات نوم كافية لراحة الجسم وإستعادة حيويته ونشاطه ، والبعد عن السهر تماماً. - إتباع نظام غذائى صحى (اللجوء لكل ما هو طبيعى بالغذاء) ، والبعد عن الزيوت والدهون والأشياء المعالجة كيميائياً. - إتباع نشاط رياضى يومى (المشى نصف ساعة يومياً). - الاسترخاء بين أحضان الطبيعة مرة واحدة فى الأسبوع وتأمل خلق الله. - تنظيف طاقة الجسم دائماً بإسباغ الوضوء والخشوع فى الصلاة (أداء جميع الصلوات). - ممارسة الإيجابية تجاه كل الأمور والأحداث ، ورؤية نصف الكأس المملوء دائماً والثقة فى قضاء الله وقدره ، فإن أمر المؤمن كله خير. - الصدقة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "داووا مرضاكم بالصدقة" ، والتى إكتشف الصينيون فيما بعد ذلك أنها ترفع من أداء جهاز المناعة وتجعله أقوى بكثير عن السابق ، فثبت أن أعمال الخير ترفع قدرة جهاز المناعة على مقاومة جميع الأمراض حتى الفتاك منها ، على أن تتصدق بنية الشفاء ، وأن تكون صدقتك خالصة لوجه الله تعالى . يقول الكاتب الكبير "نورمان دى.فورد" فى كتابه (نشط جهازك المناعى) أن قوة جهازنا المناعى تخضع لسيطرتنا الشخصية المباشرة، حيث أن كل عادة من العادات المدمرة لجهاز مناعتنا والتى نمارسها كل يوم فى حياتنا بشكل تلقائى - بدءاً من الكسل والخمول إلى زيادة الوزن وتناول الأطعمة الدهنية ، وعدم الحصول على قسط وافر من النوم - تخضع لسيطرتنا الشخصية المباشرة. وأن كل شخص منا يملك القدرة التى تمكنه من التصدى لكل العوامل التى تنال من الجهاز المناعى ، مثل ترك الأطعمة التى تنضح بالدهون ، والتحول إلى نظام غذائى بديل غنى بالعناصر المقاومة للسرطان مثل الفاكهة والخضر. وأننا يجب أن نقدم على إتخاذ خيارات صحية حكيمة مما سيساعد طرق دعم الجهاز المناعى على تحقيق السيطرة شبه الكاملة على فاعلية جهازنا المناعى). * علينا تنقية أنفسنا من الأفكار والمشاعر التى تمرضنا : لا تعش الماضى الآن .. فالحزن على ما فات لن يرجع الأمور للخلف ولو لثانية واحدة ، تخلص من الماضى تماماً لتستطيع أن تعيش حاضرك ، كذلك لا تزيد التفكير فى المستقبل وتأمينه حتى لا يصيبك الهم وتعجز عن ممارسة حياتك بتوازن وراحة. وهناك دعاء قوى يساعدك على تخطى هذه المشاعر والأفكار وهو كالتالى : كل يوم صباحاً ردد هذا الدعاء 3 مرات : (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن "أى الهم بالمستقبل والحزن على ما فات بالماضى" ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال) ، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء لما له من عظيم الأثر فى تنقية النفس من الهموم والحزن. قال أبو سعيد - رضي الله عنه: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد ذات يوم فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو إمامة فقال: يا أبا إمامة مالي أراك جالساً في المسجد في غير صلاة ؟ قال: هموم لزمتني وديون يارسول الله قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك قلت: بلى يا رسول الله قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال" رواه البخاري والجأ لصفات الجمال ، فهى التى تساعد النفس والروح على النهوض من جديد والإحساس بالراحة والسلام الداخلى ، تعلق بأفكار وصفات الجمال التى تزيد حيوية جسمك وترفع معنوياتك وشعورك بالسعادة ، فالتسامح أعظم علاج للأمراض ؛ والرفق أنجح الطرق لبلوغ رحمة الرحمان ، والصدق منجى من المهالك ، والحب وقود السير فى الحياة بتفائل وإيجابية. وتخلى عن أفكار الضغينة والكراهية والحسد والأحقاد ، وعن مشاعر الألم والأسى والمعاناة والنقص ، فإذا قربت لأفكار وصفات الجمال قربت من مصدرك وماهيتك الحقيقية وفطرتك السليمة وبالتالى قربت لربك وللوفرة ونبع كل الخير ، أما إذا تمسكت بأفكار ومشاعر النقص فستبعد عن فطرتك السليمة وماهيتك الحقيقية وبالتالى ستبعد عن الله تعالى وعن وفرة النعم ، إذ إنك بإتجاهك لهذا الإتجاه وصمت وفرة ربك بالنقص وعطائه بالقلة فكيف سينعم عليك بعد ذلك ويعطيك؟!. * علينا تبنى معتقدات سليمة تجعلنا أصحاء لا مرضى: الكثير من المرضى يعتقد بشكل خاطئ أن الله تعالى هو الذى أمرضه ، فإن تبنيه لهذا المعتقد الخاطئ يجعل المرض شئ مسلم به فى حياته (فهل سيخالف حكم الله؟!) هكذا يقول ما بيدى حيله (شاء الله وما قدر فعل) .. وهذا المعتقد الخاطئ هو ما يجعله غير قادر على الشفاء والتعافى ومستسلم لمرضه تماماً. يقول دكتور جوزيف ميرفى أنه إذا كنت تعتقد أن الله يريد لك المرض كنوع من الإختبار ، أو أنه يهوى إمراضك فإنك يجب أن تغير هذا المعتقد فوراً. تذكر دائماً أن قانون الله الكونى هو الحفاظ على الحياة ، وبما أن ذلك القانون الإلهى قانون كونى ، فإن هناك قانوناً للصحة لا للمرض ، قانوناً لرغد العيش لا الفقر ، قانوناً للجمال لا للقبح. فقد يتمكن طبيبك من معالجة المرض ، لكنه لن يكون هناك شفاء دائم ما لم تغير من تفكيرك). - نعم - لقد خلق الله المرض ، كذلك خلق جهاز الشفاء الذاتى بحيث أنك تستطيع رفض المرض بعدم مخالفتك لفطرتك السليمة التى فطرك عليها الله تعالى. وتذكر دائماً : أنه من فقد الله فقد كل شيئ ومن وجد الله وجد كل شئ ، فكن مؤمناً فطناً ولا تغفل القرب من خالقك العظيم.
محبة رسول الله المديره
عدد المساهمات : 1641 تاريخ التسجيل : 14/03/2012 العمر : 30 الموقع : https://a7bab.canadaboard.net/